فضاء حر

رسالة مفتوحة الى الرئيس هادي

يمنات
الاخ رئيس الجمهورية ..بعد التحية .. وفقا لكل الظروف التي تمر بها اليمن ووفقا لحجم الطموح الشعبي نحو التغيير وبناء الدولة المدنية وتقليص نفوذ مراكز القوى التي تريد الهيمنة على المشهد العام وتحجيم دوركم السياسي.
و لأن الشعب يتطلع الى الامان وتحسين المعيشة وتعزيز المواطنة المتساوية فان نفوذ مراكز القوى يستهدف الامساك بكل دوائر القرار السياسي مما يسيئ اليك ويضعك في احراج مستمر مع الشعب الذي يتطلع نحو تحقيق اي انجاز ايجابي في هذه المرحلة.
و هنا يضع المواطنين تساؤلات متعدة اهما: هل ينجح الرئيس هادي بإعادة الاعتبار للدولة الوطنية فهناك مراكز قوى متعددة تحيط به وتمارس ضغوط متعددة ومتنوعة وجميعها ترتبط بحلفاء من الخارج الاقليمي والدولي.
و ماهي الادوات واوراق اللعب التي بيد الرئيس هادي مقابل الاخرين وما مصداقية الحلفاء من الخارج في دعم الرئيس ضدا على خصومه ومنافسيه من مراكز القوى.
و هل يدرك الرئيس المخاطر الحقيقية التي تتهدد اليمن سواء من خلال التعامل مع القضية الجنوبية او التعامل مع طموح وتطلعات مراكز القوى التقليدية والحركات الجديدة الطامحة للحضور السياسي.
كيف يستطيع الرئيس خلق توافق وطني (اقول وطني) على بناء دولة موحدة باعتبارها اطار قانوني سياسي تمثل المشترك السياسي لكل اليمنيين وتعبيرا عن هويتهم السياسية والوطنية وبين ترتيبات سياسية نحو تعددية الاقاليم.
فلابد من اتساق وطني بين ادارة الدولة وادارة الاقاليم ولامجال للنزوات الجهوية بامتلاك الاقاليم ووضع اليد عليها من قبل احزاب او حركات او جهويات محددة.
و قد كتبت في الاشهر الاولى من رئاستكم ناصحا بان تعملوا على خلق تيار سياسي ثالث يكون عونا لكم ويبعدكم قليلا عن مراكز القوى والتجاذب الحزبي من المؤتمر والاصلاح وحلفائهم.
فالرئيس المستقل عن مراكز القوى يحتاج الى اداة حزبية او مؤسسية تكون قريبة من المجتمع وبعيدة عن الاحزاب السابقة المشتركة في صناعة الازمات ولابد لكم من اعلان خروجكم الحزبي من ارتباطات سابقة كتعبير عن استحقاقات الرئاسة حتى تكونوا بمنأى قدر الامكان عن ضغوط حزبية ذات مصالح خاصة وان لا تحسب مواقفكم بين تلك الاطراف التي هي جزء من الازمة الراهنة.
لابد وان تدركون قبل غيركم ان الانفصال مشروع مدمر لليمن ولرئاستك، والاقاليم بتسليمها لمراكز القوى سيدمر اليمن ولن تسلم من النقد ولا تجد ما يحسب ايجابيا لشخصك ، واستمرار الاوضاع كماهي يحسب عليك ويستفيد منه مراكز القوى..
اذن لابد وان يكون لك رؤية جديدة تتجاوز فيها الازمة الراهنة واسبابها وفك الارتباط مع مراكز القوى لتؤسس لنفسك مركز ومتكئا جديدا من تنظيم وتيار سياسي يشكل بديلا موضوعيا للتجاذبات الراهنة ويخفف من وطأتها.
أنت في بؤرة الاحداث وامام عدسة الاعلام محليا ودوليا ويتم تقييم فاعليتك اولا بأول.. فمراكز القوى ترى انها انما اخترتك لتكون وكيلا عنها وسندا لها والثوار والشعب بتضحياتهم كان وراء وجودك بالرئاسة، والشعب لديه استحقاق تاريخي ووطني بالخروج من الازمات واسبابها ومسببيها.
أنت في زاوية حرجة لابد وان تكسب منها حتى تتمكن من الخروج من اسرها ولا اعتقد ان المحيطين بك سيساعدونك او لديهم ما يقدمونه لك حتى ترتقي بصناعة القرار السياسي والخروج من دائرة التجاذبات التي تضعف من حضورك ومن فاعليتك السياسية، والدليل ما حصل في مؤتمر الحوار فقد كان لسوء اختيار قائمة الرئيس دورا اضعف الحوار وقلل من فاعليته وان مكتبك لا يضع الخيارات الافضل امامك وان الاحزاب ومراكز القوى تحاول الابتزاز عبر تعيينات تصدر عنكم يوميا.
و الاصل ان البداية الاساسية تكون في اعادة الاعتبار للدولة ودعم المواطن في معيشته وان لا تزيده الحكومة صعوبات وتعقيدات من خلال سياسات اقتصادية معادية للمجتمع . اليمن اليوم مع موعد مع التغيير والتجديد فكن انت من يخطو نحو هذا الموعد وبيده خيرا للمجتمع وتعزيزا لكرامته وحقوقه والحفاظ على سيادته في وحدة الارض والشعب.
خالص التقدير..
أ. د فؤاد الصلاحي ..استاذ علم الاجتماع السياسي – جامعة صنعاء

زر الذهاب إلى الأعلى